قصـاص.
أقر رجل بقتل ابن رجل من الأنصار ,فدفعه عمر إليه ليقتله به ,فضربه ضربتان بالسيف حتى ظن أنه هلك , فحمل إلى منزله و به رمق , فبرأ الجرح بعد ستة أشهر , فلقيه الأب و جره إلى عمر فدفعه إليه عمر ,فاستغاث الرجل إلى أمير المؤمنين , فقال لعمر : ما هذا الذي حكمت به على هذا الرجل ? ,فقال : النفس بالنفس ,قال : أ لم يقتله مرة ? ,قال : قد قتلته , ثم عاش ,قال : فيقتل مرتين ? ,فبهت ,ثم قال : فاقض ما أنت قاض فخرج (عليه السلام) ,فقال للأب : أ لم تقتله مرة ? ,قال : بلى . فيبطل دم ابني ? ,قال : لا , و لكن الحكم أن تدفع إليه فيقتص منك مثل ما صنعت به ,ثم تقتله بدم ابنك ,قال : هو و الله الموت , و لا بد منه ,قال : لا بد أن يأخذ بحقه ,قال : فإني قد صفحت عن دم ابني , و يصفح لي عن القصاص ,فكتب بينهما كتابا بالبراءة فرفع عمر يده إلى السماء , و قال : الحمد لله أنتم أهل بيت الرحمة يا أبا الحسن ثم قال :لو لا علي لهلك عمر .(مناقل آل أبي طالب:ج2 : 365)