بقلم / حسن حاتم المذكور . .
علاوي الداهية في اختصاصه ’ اللاعب على اكثر من طاولة وحبل ’ بعضها اقليمية واخرى دولية والمحلية فحدث ولا حرج ’ عشّ اللبراليين والعلمانيين ومرجعية الديموقراطيين والطيور على اشكالها ’ الشيعي ممثلاً للسنة والبعثي من الدرجة الثانية بعد الرفيق صدام حسين ’ سيف ذو حدين وخنجر في كل خاصرة ’ يفتعل الحرص على سلامـة الوطن وامن العراقيين ورفاهيتهـم وهو ملغومـاً متفجراً في كل زاوية من العراق ’ يبدو حرصاً وتواضعاً لتحمل مسؤولية سد الثغرات الأمنية ’ وهو مستورد فاضح لأختصاصيي التفخيخ والتفجير وحمير العربان الأنتحارية ’ انه صاحب الخيارين ( اما انا واما الطوفان ) ’ ركب اخيراً موجة المظاهرات المطالبة بالحقوق المشروعة محاولاً لوي عنقها بأتجاه نواياه في اسقاط السلطة والعودة بالعراق الى ازمنـة الرفاهية البعثيـة !!!’
وعندما وجد الأبواب مغلقة في وجهه ’ قدم الدليل والبرهان عبر تفجيرين نوعيين او اكثر وعمليات اغتيال ’ وبعد فشله في ان يكون دولة فوق الدولة ولم يتحقق حلمه كما يتمنى ويتوهم في رئآسة السلطة التنفيذية عبر مجلس الستراتيجيات الأعلى ’ راح يعرض خدماته على دول الجوار والعالم لتسهيل امره في انقلاب ملون ’ بالأمس كان متشنجاً واكثر بؤساً عندما اصدر بيانه الأول مرتبكاً فاقداً بوصلته تماماً ’ يتخبط في اكثر من اتجاه ’ وكالعادة كان متوعداً بطوفانه البعثي .
صحيح ان الدكتور علاوي لاعب ماهر ’ لكنه يلعب اوراقه في غير زمانها وفي جميع الحالات اصبح ملعوباً مغلوباً وخنجر الآخرين في خاصرة العراق ’ انها حماقة بدائية يمارسها آخر عفلقي في الزمن اللابعثي ’ وهو الجوكر تحت الطلب ’ تلعبه الأطراف المحلية احياناً بالضد من قاعدتها الشعبية ( ناخبيها ) ويظهروه بهيئة الطنطل والسعلوة وادراكولا البعث الصدامي والقاعدة ’ وقد تنفذ له ادواره لكنه في الواجهة دائماً ’ انه الموت الذي تضغط بـه الأطراف الأخرى على الملايين من المقهورين والمسحقوين ( الناخبين ) من المكونات العراقية للأحتماء داخل ثكنات ومتاريس الطائفة والقومية والمذهب ’ وهو السماد الأمثل لزراعة بذور الخوف والرعب في الشارع العراقي ’ والمغذي الجاهز لأنعاش واستمرارية نظام التحاصص والتوافقات والمشاركات المشبوهة ’ علاوي بحماقاته وعنجهياته الواهمة ورهطه الحالم ’ يشكل السبب والنتيجة لتفريخ وتكاثر طفيليي الفساد والرذائل من داخل مزرعة التحاصص والمشاركات ’ انه سوف لن يقتنع في المدى القريب ’ على ان البعث اصبح من مخلفات الماضي ’ وقد يستمر اشواكاً تخدش الجسد العراقي ’ لكنها تنتمي الى ذلك الزمن الأسوأ .
لا نستبعد على الأطلاق ’ ان مليشيات وبلطجيـة بعض الأطراف والأحزاب الآخرى تمارس بعض ادوار علاوي نيابة عنه لأثارة الخوف والرعب في نفوس العراقيين ثم مساومة المتبقي من الزمر البعثية عبر مصالحات ومشاركات سياسية تجمعهم الى جانبها حول ذات الطاولة التي تتوسطها كعكـة العراق الدسمـة ’ ليتواصل نظام التحاصص والتوافقات مكتملاً الى ابعد نقطة ممكنة على طريق الفساد والفرهود الشامل ’ انهم بمجملهم هجين سرب يتشابه ويميل لبعضه خاصة اذا ما تعلق الأمر في الأستحواذ على السلطة والثروات ’ انهم من شمالهم الى جنوبهم ومن شرقهم الى غربهم يشكلون المأزق العراقي ’ انها مرحلة معاناة فاصلة بين زمنين ’ وقد تكون مكلفة لكنها طريق الى الأمام واوهام الرجعة فيها مستحيلة .
ـــ علاوي وبعثيي العراقية هم واجهات لأقلمة وتدويل القضية العراقية ’ والأخرون ليس بأقل مسؤولية منهم .
ـــ علاوي وبعثيي العراقية هم واجهات لتمزيق الهوية الوطنية المشتركة ودفع العراق نحو هاوية التبعية والتقسيم ’ والأخرون ليس بأقل مسؤولية عنهم .
ـــ علاوي وبعثيي العراقية ’ هم المسؤولون عن الموت العراقي والخراب الشامل وتفريخ شيكات مافيات الفساد والرذائل المنظمة ’ والأخرون ليس بأقل مسؤولية منهم .
ــــ هم والأخرون اساس المعاناة العراقية على جميع الأصعدة ’ لكنها مرحلة من الواجب الصبر عليها وعبورها حتى الطرف الآخر لبدايات مرحلة الأصلاح والتغيير واعادة البناء والتقدم .
هـل سيتغير اياد علاوي ويستعيد رشده ويصلح سلوكه ... ؟
لا اعتقد ذلك على الأطلاق لسببين .
1 ـــ انـه الطبع الذي لايغيره الا الكفن .
2 ـــ انه الآن يعيش في بيئة التحاصص والتوافقات ’ لا تسمح له التفكير بتغيير سلوكه وممارساته ’ بيئة لايمكن لكل من يرتمي بأحضانها الا ويرضع حليب التعفلق والتبعيث حتى وان كان غير منتمياً ’ وقد تختلف الوسائل والشعارات والممارسات ’ لكن حالة السقوط تبقى واحـدة .
هـل سيصل علاوي ورهطـه الزيتوني الى نتيجـة ... ؟
بالتأكيد ــ لا ــ لأنهم يسيرون بعكس تيار المشروع العراقي .
العراق وقد خلع الزيتوني واقفاً على سكه مستقبله سوف لن يرتدي الجاهلية بديلاً .