كلنا عبارة عن أجهزة إحساس متحركة؛ فنحن نرى ونسمع ونحس ونشم ونتذوق، ثم نقوم ببرمجة المعلومات التي اكتسبناها عن طريق حواسنا ومن ثم ننقل ونشرح خبراتنا لأنفسنا وللآخرين.
يمكننا تقسيم الناس إلى ثلاثة أنواع اعتمادا على الطريقة التي يتفاعلون بها مع العالم الخارجي من خلال حواسهم، فيطلق على الأنواع الثلاثة البصري والسمعي والحركي. فنحن نستقبل المعلومات من العالم الخارجي على هيئة أصوات أو مشاعر أو صور، وهذه هي الطرق الثلاث التي تثير حواسنا: شئ نراه في العالم الخارجي، أو شئ نسمعه وأخيرا شئ نحسه ونلمسه. إن مجموع هذه التجارب هو ما يساعدنا على تفسير العالم الخارجي، ولكن واحدة فقط من هذه الحواس الثلاثة (البصر أو السمع أو اللمس) هي التي تسيطر على الحاستين المتبقيتين. هذا لا يعني أننا نعتمد اعتمادا كليا على حاسة واحدة فقط بل بالعكس فالإنسان مزيج من الحواس الثلاث.
إن الأشخاص الذين يعتمدون على حاسة الإبصار يرسمون صورا بالكلمات، في حين أن الذين يعتمدون على الحاسة السمعية يستخدمون كلمات دالة على الأصوات. والذين يعتمدون على الحاسة الحركية يفضلون الكلمات المادية، ومثالا على ذلك: أحمد، فهد، وخالد ذهبوا إلى حفل موسيقي. أحمد يعتمد على حاسة الإبصار، وفهد يعتمد على حاسة السمع، وخالد على حاسة الحركة.
عندما يصف أحمد الحفل لأصدقائه يقول "كان يجب أن تروا ذلك، لقد كان الجمهور يقفز هنا وهناك". أما فهد فسيصف الأصوات "لقد كانت الموسيقى رائعة وكان الجهمور يصيح ويغني بصوت عال". وأخيرا خالد والذي يعتمد على الأحاسيس وعلى ملمس الأشياء فسيصف الحفل كالتالي "لقد كان المكان مزدحماً حتى أننا كنا نتحرك بصعوبة"