النشاط الاقتصادي في تلعـفر:
مناخ تلعـفر بارد شتاءاً وحار صيفاً ومعتدل في فصلي الربيع والخريف وتتأثر المدينة بالرياح الغربية القادمة من البحر المتوسط وهي رياح رطبة باردة نسبياً شتاءاً أما في الصيف فالجفاف هو السائد (قد تصل درجات الحرارة في الصيف إلى 45 درجة) وطبيعة الأرض سهلة منبسطة في القسم الجنوبي ومتموجة في القسم الشمالي يتخللها بعض التلال، وبسبب خصوبة التربة وملائمة المناخ وتوافر الأمطار الشتوية والربيعية (معدلات سقوط الأمطار تتراوح بين 150-250 ملم في القسم العلوي من تلعفر ولا تزيد على 150 ملم في القسم الجنوبي أما في منطقة الجزيرة فتتراوح كمية الأمطار الساقطة بين 300-400 ملم سنوياً) فقد تغلب على مجتمع تلعـفر منذ القديم صفة المجتمع الزراعي وتطبع بأفكار القرية الزراعية.. ومعظم أراضي تلعـفر صالحة للزراعة لذا فقد احترف أهلها الزراعة والمدينة تزرع شتى أنواع المحاصيل لا سيما الحبوب كالحنطة والشعير التي تعتمد على الأمطار (زراعة ديمية)، إضافةً إلى زراعة القطن والرقي والبطيخ في أجزائها الغربية إلا أنها تشتهر بالتين والرمان والزيتون، ففيها حسب إحصائية مديرية زراعة محافظة نينوى أواخر التسعينات: 100 ألف شجرة تين و70 ألف شجرة رمان تعتمد على مياه عين ماء تلعـفر.. يذكر أنه في عام 1933م نصب على عين ماء تلعفر مضخة من قِبل البلدية لسقي الحدائق الموجودة في القلعة وفي عام 1946م تم توزيع الماء عبر هذه المضخة لقسم من المواطنين الذين كانوا يعتمدون كلياً على عين الماء حتى عام 1965م حيث شهدت تلعفر ولاول مرة الماء العذب من خلال مشروع حكومي، واليوم هناك 16 ألف مشترك للماء ولكنها ما تزال تعاني من عجز..
ولان تلعـفر من المناطق الديمية لهذا تتفاوت جودة مواسمها في ضوء الكميات المطرية التي تجود بها السماء..
وفي تلعفر عدة أسواق تجارية ولكن أشهرها تلك الممتدة من منطقة رأس الجادة إلى دورة القلعة والتي تحتوي ضمناً عدة أسواق وهي غير متخصصة يجد فيها المرء كل ما يحتاجه البيت ويبلغ طولها 350م، أما أسواق الكماليات والأقمشة فتنتشر بشكل واسع في منطقة حسنكوي..
أما المحاصيل الحيوانية في تلعـفر فهي الأغنام بالدرجة الأولى ومعظم أهالي المنطقة كانوا يعتمدون على تربية الأغنام لحد سنة 1349هـ / 1930م، تلي الأغنام البقر والجمال والبغال والحمير كما أن تلعـفر اشتهرت بتربية أحسن أنواع الخيول الأصيلة.. واليوم يكاد يختصر الأمر بالأغنام والأبقار وربما لا تجد أثراً للخيول والبغال والجمال.
أما المحاصيل المعدنية فقد ذكر البعض وجود عيون معدن الكبريت في تلعـفر.. وآخرون ذكروا الفسفور والمغنيسيوم وغيرهما.. كما ذكر الخبير الجيولوجي الإنكليزي الدكتور مكفادن الذي اُرسل من قِبل وزارة الاقتصاد والمواصلات العراقية عام 1934م للتحري عن الماء العذب في تلعـفر إن هذه المنطقة غنية بالنفط.. وفي عام 1920م كتب القائد العام للقوات البريطانية في العراق هولدين :أن تلعـفر مكان يغري بوارداته..