يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ
في رواية أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ [النساء : 59]قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام قلت له : إن الناس يقولون لنا فما منعه أن يسمي عليا وأهل بيته في كتابه ؟ فقال أبوجعفر عليه السلام قولوا لهم : إن الله أنزل على رسوله الصلاة ولم يسم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله هو الذي فسر ذلك لهم [ ونزل عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله] وأنزل الحج فلم ينزل طوفوا اسبوعا حتى فسر ذلك لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأنزل : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ [النساء : 59]" نزلت في علي و الحسن والحسين عليهم السلام وقال صلى الله عليه وآله في علي : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي ، إني سألت الله أن لايفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض ، فأعطاني ذلك ، فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلال ، ولو سكت رسول الله ولم يبين أهلها لادعاها آل عباس وآل عقيل وآل فلان وآل فلان ! ولكن أنزل الله في كتابه : "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب : 33]" فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام تأويل هذه الآية ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فأدخلهم تحت الكساء في بيت ام سلمة وقال : اللهم إن لكل نبي ثقلا وأهلا ، فهؤلاء ثقلي و أهلي فقالت ام سلمة : ألست من أهلك ؟ قال : إنك إلى خير ولكن هؤلاء ثقلي وأهلي.
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله كان علي عليه السلام أولى الناس بها لكبره ولما بلغ رسول الله فأقامه وأخذ بيده ، فلما حضر علي عليه السلام لم يستطع ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا أحدا من ولده إذا لقال الحسن والحسين : أنزل الله فينا كما أنزل فيك ، وأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك : وبلغ رسول الله فينا كما بلغ فيك ، و أذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك ، فلما مضى علي عليه السلام كان الحسن أولى بها لكبره ، فلما حضر الحسن بن علي لم يستطع ولم يكن ليفعل أن يقول :"أُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ" فيجعلها لولده ، إذا لقال الحسين : أنزله الله في كما أنزل فيك وفي أبيك ، وأمر بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك ، وأذهب الرجس عني كما أذهب عنك وعن أبيك ، فلما أن صارت إلى الحسين لم يبق أحد يستطيع أن يدعي كما يدعي هو على أبيه وعلى أخيه ، فلما أن صارت إلى الحسين جرى تأويل قوله تعالى: أُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ [الأنفال : 75], ثم صارت من بعد الحسين إلى علي بن الحسين ، ثم من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي .
ثم قال أبوجعفر عليه السلام : الرجس هو الشك والله لانشك في ديننا أبدا .(بحار الأنوار:ج35: 210).