دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) المنظوم في المناجاة وطلب العون من الباريء (سبحانه وتعالى)
ذكر هذا الدعاء من جملة من ذكر ابن شهر اشوب(1) عن عيون المجالس: أنه (عليه السلام) ساير انس بن مالك، فأتى قبر خديجة فبكى ثم
قال: (اذهب عني)، قال أنس: فاستخفيت عنه، فلما طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلاً:
يا رب يا رب أنت مولاه
فارحم عبيداً اليك ملجاه
يا ذا المعالي عليك معتمدي
طوبى لمن كنت أنت مولاه
طوبى لمن كان خائفاً ارقاً(2)
يشكو الى ذي الجلال بلواه
وما به علة ولا سقم
أكثر من حبه لمولاه
اذا اشتكى بثه وغصته
أجابه الله، ثم لباه
(اذا ابتلى بالظلام مبتهلاً
أكرمه الله ثم أدناه)
فنودي:
لبيك لبيك أنت في كنفى
وكل ما قلت قد علمناه
صوتك تشتاقه ملائكتي
فحسبك الصوت قد سمعناه
دعاك عندي يجول في حجب
فحسبك الستر قد سفرناه
لو هبت الريح في جوانبه
خر صريعاً لما تغشاه
سلني بلا رعبة ولا رهب
ولا حساب اني انا الله
المصدر: نقلاً عن كتاب الصحيفة الحسينية، اعداد: محمد علي الهمداني، الناشر: مؤسسة البلاغ
*******
(1) مناقب آل ابي طالب: ج 4، ص 69، ط دار الأضواء، بيروت، سنة 1405 هـ.
(2) الأرق، بكسر الراء: من يسهر بالليل.