الجزائر (وكالات) - أعلنت المعارضة الجزائرية أنها ما زالت عازمة على تنظيم تظاهرة جديدة غداً السبت للمطالبة بتغيير النظام رغم إعلان السلطات رسمياً رفع حالة الطوارئ المفروضة منذ 19 عاماً. ووصف سعيد سعدي رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إلغاء حالة الطوارئ بأنه “مناورة”. وقال”إنه مجرد إعلان ومناورة لأن حالة الطوارئ لا تزال قائمة في العاصمة” في إشارة إلى منع التظاهر في العاصمة الجزائرية المفروض منذ 2001 إثر تظاهرة قبلية دامية. وأكد سعدي تصميم التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية التي تشكلت في 22 يناير الماضي والتي ينتمي إليها حزبه، على “تغيير في النظام” السياسي على غرار ما حدث في تونس ومصر. وقال “نحن مصممون على إحداث تغيير في النظام، وستكون هناك تظاهرات كل أسبوع”، وذلك رغم نكوص بعض أعضاء التنسيقية مؤخراً.
وكانت تظاهرتان سابقتان في 12 و19 فبراير، حوصرتا بأعداد كبيرة من قوات الأمن، في حين سعت السلطات لاحتواء الغضب من خلال الإعلان عن إجراءات سياسية واقتصادية. ووعد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في 3 فبراير برفع حالة الطوارئ التي كانت تطالب بها المعارضة وأيضاً عن إجراءات تتعلق بالعمل والسكن ومكافحة الفساد. وشكل ذلك استجابة لعديد التحركات التي قام بها عاطلون عن العمل ومواطنون يعانون مشكلات سكن والتي أدت إلى تظاهرات دامية “5 قتلى وأكثر من 800 جريح” في بداية يناير في البلاد، ضد ارتفاع أسعار المواد الأولية.
من جانب آخر أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان مساء أمس الأول بإعلان الجزائر رسمياً رفع حالة الطوارئ، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل تعاونها مع الحكومة الجزائرية. وقال الرئيس أوباما، في بيان للبيت الأبيض نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، “أحيي الحكومة الجزائرية؛ لأنها اتخذت إجراءً مهماً متمثلاً في الرفع الرسمي لحالة الطوارئ المطبقة منذ 19 عاماً”. وأضاف أوباما أن هذا الإجراء هو إشارة إيجابية تدل على استجابة الحكومة الجزائرية لانشغالات وطموحات الشعب الجزائري
وتمنى “إجراءات إضافية تمكن الشعب الجزائري من ممارسة جميع حقوقه، منها حرية التعبير، وتكوين الجمعيات والتجمع”. وأكد أوباما تصميم الولايات المتحدة مواصلة تعاونها مع الحكومة الجزائرية التي تعمل على تحقيق مطالب جميع الجزائريين.
من جانب آخر، اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز الإجراءات التي اتخذتها الجزائر مؤخراً لا سيما بخصوص التشغيل والسكن بأنها “إيجابية”. وقال بيرنز، عقب لقائه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس الأول: “إننا نعتبر الالتزامات التي تم اتخاذها في إعطاء مزيد من الفرص فيما يخص التشغيل والسكن و التعليم جد إيجابية”.