ولد نابليون بونابرت في جزيرة كورسيكا سنة 1769 بعد عام من انضمامها لفرنسافي أسرة كانت في الأصل من نبلاء إيطاليا، كان هذا سبب تكلم نابليون للفرنسية بلكنة إيطالية. التحق نابليون وهو في التاسعة من عمره بمدرسة عسكرية فرنسية، وتخرج منها سنة 1784ليدخل الكلية الحربية الملكية بباريس حيث أنهى دراسته في عام واحد بدلا من عامين -كما كان مقررا-نظرا لنبوغه وذكائه الحاد، ليبدأ حياته العملية وهو في السادسة عشر. لعب نابليون دورا هاما في الدفاع عن الثورة الفرنسية ضد أنصار الملكية، كما أنه أثبت مقدرة عسكرية فائقة في الحروب الأولى التي خاضها ومنها معركة طولون التي وضع هو خطتها بدلا من تلك التي كان قد وضعها قائد القوات.
خاض نابليون الكثير من المعارك ضد النمسا وروسيا وبريطانيا وبروسيا وغيرها من الدول، حيث حقق انتصارات باهرة في 40 منها، حتى إن البعض قارنه بالإسكندر الأكبر.
وفيما يتعلق بنابليون كحاكم دولة، فإنه كان قد أنقلب على حكومة الديركتوار عام 1799 بعد عودته المفاجئة من مصر، لسوء الأوضاع التي كانت تعيشها بلاده آنذاك، ليؤسس للحكومة القنصلية، وتعيينه قنصلا أول مدى الحياة مع حقه في تسمية من سيخلفه. قام بونابرت بعد ذلك بتحويل نظام الحكم من القنصلية إلى الإمبراطورية.
وقد احتل نابليون معظم القارة الأوروبية إلى أن تعرض لنفيه الأول إثر حملة مدمرة على روسيا في العام 1814، غير أنه عاد إلى فرنسا في العام التالي متمتعاً بدعم متجدد، لكنه واجه ً الهزيمة النكراء في معركة واترلو، ففي عام 1815 فشلت القوات التي يقودها نابليون بونابرت في هزيمة الجيوش الاوروبية التي تعارض توسيع الامبراطورية الفرنسية، وتمكنت عناصر الجيش البريطاني التي تمترست داخل احد الحصون في مدينة واترلو البلجيكية وبمساعدة قوات من الدول الحليفة من إجبار جيش بونابرت على الانسحاب عائدا الى الحدود الفرنسية، وبعد الهزيمة فشل نابليون في تجميع جيش جديد، ولم يكن أمامه من خيار سوى التنحي عن منصبه مرة ثانية... لينفى الى جزيرة سانت هيلانة.
حياته الشخصية
عرف عن نابليون عشقه الكبير للنساء، فقد تزوج من جوزيفين دي بوارنييه ذات الأصول الفرنسية، وهي المرأة التي أحبها نابليون حباً جماً وتم الزواج منها عام 1796 وكان نابليون هو الزوج الثاني في حياة جوزيفين حيث كانت متزوجة قبله من الفيكونت دي بوارينييه ولديها منه طفلان، وظلت زوجة له حتى وقع الطلاق بينهم في عام 1809، ولم يسفر هذا الزواج عن أي أطفال لهم، تزوج نابليون بعد طلاقه من جوزيفين من ماري لويز ابنة إمبراطور النمسا.
ما هو السبب الحقيقي وراء وفاة نابليون؟
توفي نابليون في الخامس من أيار/ مايو 1821، ورجح الدكتور باسكال كينتز خبير سموم فرنسي أنه يعتقد أن الإمبراطور الفرنسي الراحل نابليون بونابرت قد مات مسموما وأعلن أنه عثر على آثار الزرنيخ المعدني المعروف شعبيا باسم "سم الفئران" في شعر بونابرت، من هذا أستنتج أنه مات مسموما وليس نتيجة الإصابة بسرطان المعدة. وأكد د. كينتز إن الزرنيخ وصل إلى النخاع الشوكي للشعر مما يفسر وصوله عبر الدم ومن خلال أغذية مهضومة.
ويقول باحثون سويسريون إن سراويل بونابارت تكشف عن تعرضه لنقصان في الوزن مما يرجح إصابته بالسرطان، وقد شملت الدراسة عددًا كبيرًا من السراويل التي ارتداها بونابارت خلال الست سنوات التي قضاها في المنفى. وكان محيط خصر أوسع سروال ارتداه 110 سم، وقد تقلص هذا الحجم قبل موته إلى 98 سم. وقال الباحثون إن ذلك يكشف عن تعرضه لفقدان الكثير من وزنه.
وقد ظهرت حديثاً رواية جديدة القت الضوء على وفاة نابليون، وبطل هذه الرواية هو أحد العلماء الأميركيين في الأدلة الجنائية الطبية من مركز الفحص الطبي في مدينة سان فرانسيسكو هو ستيفن كارش الذي افادت نظريته بأن اهمال أطباء نابليون هي التي أدت الى وفاته بسبب الادوية التي كانت تُعطى له لتخفيف آلامه والتي كانت تسبب له حالات تقيؤ متواصلة أدت في النهاية الى نفاذ مادة البوتاسيوم من جسمه نتج عنها تسارع كبير في ضربات القلب وعرقلة جريان الدم في اتجاه الدماغ.
وقال علماء ايطاليون إنهم أثبتوا ان نابليون بونابرت لم يمت مسموما واضعين بذلك حدا للاسطورة القائلة بان السجانين البريطانيين دسوا السم القاتل للامبراطور الفرنسي في منفاه.
وكان تشريح جثة نابليون قد أثبت أنه توفي جراء اصابته بسرطان المعدة عن 51 عاما ولكن النظرية القائلة بأنه اغتيل لمنعه من العودة للسلطة اكتسبت مصداقية على مدى العقود الاخيرة حيث اشارت بعض الدراسات الى ان جثته كانت تحتوي على نسبة عالية من سم الزرنيخ.
وقال باحثون في جامعة بافيا بعد أن أخضعوا للتدقيق نظرية قتل البريطانيين لنابليون عندما كان منفيا في جزيرة سانت هيلانة جنوب المحيط الاطلسي في عام 1821 "لم يكن سم الزرنيخ هو الذي قتل نابليون في سانت هيلانة".