تتفق آراء المؤرخين في أن شيوع اسم كركوك حدث في زمن حكم دولة (قره قويونلوـ الخروف الأسود) التركمانية في القرن التاسع للهجرة .حيث شاع اسم كركوك ، وبدأ الناس يتناسون مع الزمن اسم ( كرخيني ).كما يؤكد ذلك العلامة مصطفى جواد في مقاله الموسوم ( كركوك في التاريخ ) المنشور في مجلة ( أهل النفط ، العدد 40 ، 1954) :
(( .. فالاسم ( كرخيني ) إذن هو قديم وقد عثرنا على العصر الذي سميت به بلدة (كرخيني) باسم كركوك، وهو زمن الدولة التركمانية القرقويونلية وذلك إننا وجدنا نصوصاً تاريخية لحوادث جرت في كركوك فذكرت تارة باسم ( كرخيني ) وتارة باسم ( كركوك ) مع أن الحوادث لم تتبدل بحيث لا يبقى شك في أن الاسمين كانا يتنازعان الشهرة . تنازع القوي والضعيف وتنازع الجديد والقديم ثم غلب القوي على خصمه وفتح الجديد على القديم )).
حتى منتصف عام 1309 (1892) كانت مدينة كركوك تسمى في المصادر العثمانية (شهر زور) ،وتشير الوثائق العثمانية إلى أن مركز سنجق كركوك كان يتألف من : راوندوز،أربيل،صلاحية (كفري حاليا) ،كويسنجق ورانية.وبسبب التشابه الموجود بين اسمي سنجق كركوك (شهر زور) وسنجق (الزور) في حلب ،فقد تم ارتكاب العديد من الأخطاء الإدارية سهوا بسبب التشابه بين الاسمين مما حدا بالسلطات العثمانية إلى إلغاء تسمية(شهري زور) ،وإعادة اسم (كركوك) للمدينة، والذي عرفت به منذ زمن الدولة التركمانية ( قره قويونلو ـ الخروف الأسود 1411 ـ 1468 ) وذلك نتيجة التوصية المرفوعة من وزارة الداخلية (داخلية نظارتي ) إلى الشؤون الداخلية لشورى الدولة (دولت شوراسي) عام 1893 / انظر إلى الهامش رجاءا.وتورد الحوليات (سالنامه) والتي كانت تحوي معلومات وإحصائيات رسمية عن الولايات العثمانية ،حيث يرد في ( سالنامه عام 1892 ) عن كركوك ما يلي :
يحيط بمركز سنجق كركوك السليمانية شرقا ،كويسنجق واربيل شمالا ،والموصل غربا ،وقضاء الصلاحية (كفري) جنوبا ،وولاية بغداد من المنطقة الجنوبية الغربية. يقيم في كركوك (12461) من المسلمين و(229) من الكلدان و( 381) من اليهود.يوجد في المدينة (5000) دارا سكنية،مبنى حكوميا واحدا،قلعة واحدة ،11 مركزا للشرطة،36 جامعا ومسجدا ،7 مدارس دينية،15 تكية ،12 خانا،1282 دكانا ومخزنا،8 حمامات،15 مدرسة ابتدائية،مدرسة متوسطة ،12 مخبزا،15 طاحونة مائية،3 كنائس،كنيس واحدا لليهود ،صيدلية واحدة،مستشفى واحدا،30 محلجا ومغزلا. تتألف كركوك من ثلاثة احياء رئيسية: القلعة،الصوب الآخر (قارشي ياخا ) والقورية.وبهدف استمرار الحركة بين قسمي القلعة والقورية أثناء السيول وأمطار العارمة في الشتاء ، قام نافذ باشا ببناء جسر حجري.
تشتهر كركوك بالنفط وانتاج المرمر وفحم الزفت . الجزء الأعظم من سكان مدينة كركوك أتراك (كذا) يتحدثون التركية،وهناك قليل من العرب والأكراد . يبلغ عد الدور السكنية في القرى المحيطة بكركوك مثل تسان (تسن ـ تسعين) ،بشير،تازة خورماتو 200 دارا.وعدد القرى التابعة لها 532 قرية .
هوامش
ـ الزور: كانت ولاية تابعة لولاية حلب ، تم تغيير اسمها إلى دير الزور،وكانت تضم دير الزمور،الدير،العفرة،رسول العين،ألبو كمال ،وكانت مؤلفة من أربعة اقضية وأربع نواح و148 قرية.
-الباب العالي / دائرة الصدارة
ديوان همايون
العدد :2270
مولانا السلطان المعظم
بالنظر لما يحدثه التشابه الموجود بين اسمي سنجق(شهري زور) و سنجق (زور/الزور) من أخطاء إدارية في المكاتبات الرسمية مما يؤدي إلى مشاكل عديدة في تنفيذ الأوامر والتعليمات الصادرة ،وبغية إزالة الالتباسات التي قد تحدث في المستقبل ،نرفع إلى مقامكم العالي، التوصية بإعادة التسمية القديمة (كركوك ) لسنجق (شهري زور) ،وإصدار أوامركم السنية إلى وزارة الداخلية لتنفيذ قراركم بهذا الصدد مولاي.
شعبان 1310 هـ/ 1893م
شورى الدولة
الشؤون الداخلية
العدد:2886
تم الاطلاع على الطلب المقدم من وزارة الداخلية والمحال إلى شورى الدولة في 20 رجب 1310هـ (1893م ) والمتضمن التوصية الخاصة بتغيير اسم سنجق (شهري زور) إلى (كركوك) ،لحل المشكلات الواردة في المخاطبات والمكاتبات الرسمية نتيجة التشابه الوارد بين اسم سنجقي (زور) و(شهر زور)حفاظا على المصلحة العامة،والإسراع في سير المعاملات والمكاتبات الرسمية والإدارية، وتنفيذها دون سهو أو خطأ .
وتنفيذا للأوامر السنية الصادرة من جلالة السلطان المعظم أدام الله بقاءه ،تقرر إطلاق اسم(كركوك) على سنجق (شهر زور)،والالتزام بهذه التسمية والطلب من كافة دوائر الإمبراطورية العثمانية، بإبلاغ إداراتها المختلفة بالقرار لتنفيذه ونشره في الصحف الصادرة.